الفصل الرابع

اللاهوت الكنعاني

دراسة في المعتقدات الدينية الأوغاريتية والفينيقية والقرطاجية
إناء كنعاني يحتوي على رموز وآلهة، ويحاط بثعبان دائري يقترب فمه من ذيله (عن: Harden 1962: 190).

«إن قدرنا أن نتحول إلى العدم، وكل ذلك بسبب الذهب ومن أجل أن نملأ دومًا منضدة الإله. الفَناء مكتوب علينا واضطهادنا هو من أسرار الآلهة. نحن أمام الإله مثل ذرة غبار ما دام يحكم علينا بالشقاء ويقرر عدم الكلام. إن قدرته كقدرة عشرات الآلاف من الجواميس» من ملحمة اللآلئ، للكاهن إيلي ميلكو، حوالي القرن ١٤ق.م.

figure

(١) المؤسسة الدينية الكنعانية

كان الكنعانيون على طول تاريخهم مؤسسة دينية متماسكة تبدأ من السماء؛ حيث الآلهة ومجمعها، ثم الأرض والأماكن المرتفعة؛ كالجبال بشكل خاص والمعابد، ثم الكهنة ورجال الدين الذين كانوا وسطاء بين الآلهة والناس. ورغم أن كل مدينة كنعانية أو فينيقية تتمتع بمؤسسة دينية مستقلة؛ لكن هناك ما يجمع هذه المدن على جميع مستويات هذه المؤسسة من آلهة ومعابد وكُهان.

كانت العلاقة بين السماء والأرض تتجسد بشكل خاص، في العبادة الكنعانية، من خلال مظاهر الطبيعة؛ كالأمطار والعواصف والبرق والرعود والخصوبة والجفاف. وكانت هذه المظاهر تنعكس على العلاقة بين مستويات المؤسسة الدينية.

لقد لعبت دورات الخصب والجفاف السبعية دورًا مهمًّا في تحديد هذه العلاقة وتحويرها بما يتناسب مع إيقاع الطبيعة، وكانت الآلهة تتمظهر على وفق هذه الإيقاعات.

(١-١) الآلهة

حذف اللاهوتيون القدامى، لأسباب سياسية ودينية، الآلهة القديمة، ثم جعلوا من بعضها تابعة للإله إيل أو بعل. ومنذ ظهور الإله إيل بدأت شجرة الآلهة الكنعانية بالظهور قوية وتحاول أن تغطي جيل هذا الإله المرتمي في أحضان الطبيعة الرطبة. أما جيل الإله بعل فجيل تتصارع فيه قوى الخصوبة والجفاف.

كان الإله يعبر عن الطبيعة، وكان الإله الذكر هو هذه الطبيعة، أما الإلهة الأنثى فلم تكن سوى إعلان لقوة الإله الذكر، تظهر خواصه وتقابله، كما أن البعل كان الإله العظيم، وكذلك كانت عشتروت الإلهة الكبرى، كانت البعلة تمثل القمر، ولبعل السمائيم إلهة توازيه يدعونها «ملكة هالسمائيم»، ومن الأزواج المذكورة في الكتابات الفينيقية بعل صيدون وعشتروت في صيدا، وتموز وبعلة جبل في جبيل (انظر: اليسوعي، ١٩٨٢م، ٤٥).

وكانت الآلهة تظهر أحيانًا كثالوث في مرتبة عليا يسير على بقية الآلهة، مثل ثالوث صيدون (البعل، وعشتاروت، وأشمون)، وثالوث جبيل (إيل، وتموز، وبعلة)، وثالوث صُور (البعل، وعشتاروت، وملكارت) … وغيرها.

أو أن هناك ثالوثَ بناتِ بعل (أرصاي، بدراي، طلاي)، أو الآلهة السبعة من معاشرة إيل وبعليتس هكذا.

كذلك ظهرت آلهة مزدوجة؛ مثل: «شهار وشاليم» (نجمة الصباح والمساء)، وريح ونيكال إلها القمر، وبعل وعناة وأدونيس وعشتروت … وغيرها.

وكانت الآلهة تهبط من السماء وتحل في الأحجار والتماثيل المخصصة لها، أو في الجبال المسماة باسمها؛ مثل جبل حرمون، وجبل صفون … إلخ، وربما كان لها مقرات مائية؛ مثل: منبع النهرين ومغارة أقفا … وغيرها.

وكان الإله بمثابة الأب بالنسبة للملك، وتحولت أسماء الآلهة إلى ألقاب كبيرة؛ مثل: «إيلي = إلهي»، «بعلي = سيدي»، «أدوناي = سيدي».

(١-٢) المعابد الكنعانية

تركزت أماكن العبادة الكنعانية القديمة في نوعين من الأماكن؛ هي: هياكل العراء، والأماكن المرتفعة (المعليات). ثم صارت المعابد والساحات وبعض الجبال وربما ساحات القصور أماكن للعبادة. وكانت لفظة قادش Qadesh تعني «مكان مقدس». أما لفظة بهل Phl فكانت تعني مكانًا مرتفعًا وربما عنت التماثيل الفضية للآلهة التي كانت تقام لها طقوس التبخير (بهلو Pihilu).

وكانت المعابد الكنعانية تتعدد وتتنوع خصوصًا تلك التي كانت للإله «بعل»؛ حيث يعتبر في البداية مسكنًا له ولقواه؛ ولكن هذه القوى سرعان ما تنفصل عن بعضها ويصبح بعل ظاهرًا في عدة أشكال حسب المدينة أو الظاهرة.

كان المعبد في بدايته الأولى في العراء تمثله حجرة منتصبة مشحونة بالقداسة تدل على الإله، وخصوصًا إيل. ويمثل هذا في رأينا امتدادًا للعبادة الميغاليتية التي ظهرت مبكرة في بلاد الشام منذ النيوكش في الألف السابع قبل الميلاد.

ثم تطور المعبد إلى حجارة الأماكن المرتفعة، ثم وضعت الحجارة في غرفة مربعة، وكان لهذه الغرفة المربعة (المكعبة) باب واحد فقط، ثم تطور بناء هذا الصرح أو المقصورة أو الغرفة المكعبة إلى بناء بعدة غرف، وأصبح المذبح في وسط القاعة الكبيرة وعلى هذا المذبح يتم تقديم القرابين للآلهة.

ولم يكن بناء المعابد لعبادة الإله؛ بل لحبس قواه بين أربعة جدران وسقف، «لقد ساد الاعتقاد بضرورة بناء معبد باسم الإله بعل من أجل ضبط تصرفاته وحبس قواه أكثر مما هو من أجل عبادته، فكانوا يعتقدون بإمكانية وقف المصائب عندما يكون بالإمكان حصرها في مكان معين» (ميديكو، ١٩٨٠م، ٣٨).

(أ) بيت إيل

وهو أبسط أنواع المعابد التي تنحدر منذ الماضي البعيد لأرض الشام، فهي عبارة عن نصب أو حجارة منحوتة منتصبة في العراء، كان يرى فيها المتعبدون مكانًا حلت فيه الذات الإلهية «وأكثر ما كانوا يختارون لعبادتهم حجارة الرجوم، ولا سيما تلك التي رأوها ساقطة من الهواء على شكل شهب نارية، فيجدونها لذلك هبة سماوية، وإذا كانت هذه الرجوم مركبة من مواد بركانية ذات لون أسود وتوفر عددها في لبنان فلذلك شاعت عبادتها في أنحائه، ومما كان يزيد في اعتبارها عند القوم أن يروها على شكل مخروط لما يجدون في هذا الشكل من الرموز الدينية» (اليسوعي، ١٩٨٢م، ٤٤).

وربما كان إيل يعبد أيضًا على «جبل إيل» الذي يعتقد أنه جبل حرمون.

(ب) أشيروث asheroth

وهي النصب المقدسة (السواري) فوق المرتفعات، والتي كانت بمثابة المعابد الأولى القديمة للإلهة الأنثى «عشيرا»، وكانت الأماكن العالية توصف دائمًا ﺑ «العارية»، وتقع عادة في أعلى التلال القاحلة، وكان أبناء عشيرا يُعبدون في الساحات.

وكانت أماكن عبادة عشيرا بشكل عام تسمى «الأوقاف المقدسة».

(ﺟ) بيت اللعنات

وهو مكان مضاد للعبادة، مضاد للمعبد، حيث يتم فيه التجديف على الآلهة أو القيام بأعمال مخالفة لطقوس «إيل» و«عشيرا» وقد ورد ذكر هذا البيت كثيرًا في ملحمة الملك الكبير.

وربما تحول بيت اللعنات إلى مكان لعبادة آلهة مضادة للآلهة السائدة؛ مثل عبادة بعل في مقابل عبادة إيل.

(د) الهياكل

وهي أبنية متطورة قياسًا إلى هياكل العراء، وبعضها له واجهة من الأعمدة ويصعد إليها بدَرَج وتحتوي في مكان بارز على تمثال الإله المعبود كما هو واضح في هيكل مدينة جبيل (ببلوس) المنقوش على قطعة نقدية تعود إلى القرن الثالث الميلادي (شكل ٤-١).
fig97
شكل ٤-١: هيكل مدينة جبيل (ببلوس) منقوش على قطعة نقدية تعود للقرن الثالث الميلادي (Moscati 1988: 48).
  • هيكل فقرا: وهو هيكل عظيم يقع في قلعة فقرا في لبنان، يتكون من صخرة جعلت أساس الهيكل، وأبعادها ١٤×٣٤م، وفيها بقايا أعمدة وأركان منحوتة في قلب الصخر، وأمام الهيكل ساحة رحبة الجوانب (٣٠ × ٣٨م)، يطل على قسم منها الصخر المنتصب فوقها عموديًّا، ويبدو هذا الهيكل المبني على قمة جبل بشكل مهيب جدًّا.

    وفي شمال الهيكل برج عظيم مربع الشكل كان ينتهي سابقًا ببناء مخروطي، وهناك قرب الهيكل بناءان أحدهما مربع والآخر مستطيل.

  • هيكل أفقا: ويقع عند رأس نهر إبراهيم، ويعتقد أن هذا الهيكل مبنِيٌّ لإكرام «زهرة أفقا» التي هي عشتروت حيث يحج إليها الناس قديمًا من كل بلاد الشام. وما يميز هذا الهيكل عن هيكل فقرا أنه بُني على ركائز متدرجة، ويبدو أنه كان هيكلًا لممارسة طقوس من الجنس المقدس.

    وقد هُدم الهيكل مرتين أحدهما في عهد قسطنطين الكبير والأخرى في عهد ثاودسيوس الكبير. وكان قبلهما مكانًا لممارسة الشعائر السنوية الفينيقية.

  • هيكل عمريت (مارتوس): ويقع في سوريا، ويتكون الهيكل من مقصورة تقوم على قاعدة مرتفعة بمساحة ٥م٢ انظر: عصفور، ١٩٨١م، ١٠٦ (شكل ٤-٢).
    fig98
    شكل ٤-٢: هيكل عمريت.
  • هيكل دير القلعة: وهو هيكل لعبادة البعل، بُنيت على بعض أجزائه كنيسة، ومساحته المستطيلة تقف في مقبعتها مجموعة من الأعمدة المحطمة ويحيط به الدير العتيق والبناء الجديد. ومخطط الهيكل كما هو موضح في (الشكل ٤-٣).
  • هياكل قرطاج: لم تختلف هياكل قرطاج عن الهياكل الفينيقية الأم؛ فقد عثر على هيكل أشمون عند المرتفع المطل على المدينة، وعلى هيكل بعل حمون وتانيت قرب البحر قرب مرفأي المدينة.

    وتتكون الهياكل القرطاجية بشكل عام من ساحة مربعة الشكل محاطة بجدار، ويقوم في وسطها المصلى الذي هو عبارة عن مقصورة ناووسية الشكل مكعبة مبنية بالحجارة الضخمة، وتعلو واجهتها الرئيسية الأفاريز والزخارف المختلفة.

    وهناك قرب المصلى وداخل الجدار ينتصب عمود منفرد يحمل تمثال الإله المعني، ويحتوي فناء الهيكل على حوض الوضوء (ميضأة) وقربها بئر لاستخراج الماء، أما جدار المعبد فيحتوي على مذبح، أو مذابح عدة مرتفعة، وتتصل بالسور أيضًا مواضع خاصة بالكهنة (انظر: ميادان، ١٩٨١م، ٦٨).

fig99
شكل ٤-٣: هيكل دير القلعة في لبنان (عن: اليسوعي، ١٩٨٢م).

معبد المسلات في جبيل

وتظهر بعض المعابد وهي حاويةٌ قطعًا من الحجارة الطويلة التي تشبه المسلات؛ مثل معبد مدينة ببلوس في الألف الثاني ق.م. (١٩٠٠ق.م. تقريبا). (شكل ٤-٤).

كما عثر على معبد للإله «بعل» في مدينة أوغاريت يعود بناؤه إلى القرن الرابع عشر ق.م. (انظر: علام، ١٩٩٢م، ٢٠١).

fig100
شكل ٤-٤: معبد مدينة جبيل (ببلوس) في الألف الثاني قبل الميلاد.

(ﻫ) المذابح

كانت هناك مذابح كبيرة في العراء أو في مداخل المدن لتقديم الضحايا الحيوانية أو البشرية، ولعل أشهر المذابح البونية الكبيرة هو مذبح سلامبو عند ميناء قرطاج، والذي كانت ترتفع عليه أعداد كبيرة من النُّصُب التي تقوم عند النواويس، وتشبه هذه النصب المسلات أو الأعمدة المستطيلة الناتئة عند المصريين (انظر: ميادان، ١٩٨١م، ٩٥-٩٦).

(١-٣) الكهنة

كان رجال الدين الكنعانيون يتمتعون بمركز اجتماعي رفيع، وكانوا يقومون بإدارة الشئون الدينية في البلاد، أي في كل مدينة كنعانية مستقلة، ولا شك أنهم كانوا ينتظمون في مراتب ودرجات.

كان الكاهن الأكبر عادة هو كاهن إله تلك المدينة، وهو الذي يعين الملك. وتخبرنا آثار أوغاريت أن الكاهن الأكبر في عهد الملك الأكبر (ربما كان أبيمالك) كان «إيلي ميلكو»، الذي قام بكتابة ملحمة اللآلئ حول هذا الملك، وقد اعتبره مجرمًا في حق شعبه وخارجًا على قانون الإله «إيل»، وأنه باع نفسه لبعل زعيم الأبالسة، ولذلك استحق الموت رجمًا، وستذهب روحه إلى جهنم؛ حيث تعيش في الظلام بجوار حارس الأموات ودليل المتوفين، وهكذا انتهت مأساة هذا الملك الذي أراد «نقمد» خلفه كتابتها لتلقي دروسًا إلى أبناء عائلته عبرة وعظة (انظر: ميديكو، ١٩٨٠م، ١١).

وكان الملك المستبد يقوم أحيانًا بالاستيلاء على وظيفة الكاهن الأكبر، فالملك الأكبر كان يقوم بأعمال الكاهن الأكبر إيلي ميلكو؛ ولكنه في حقيقة الأمر كان يستغل منصبه ليصلي إلى آلهة كاذبة وليسرف في استعمال «كأس الألوهية» وجمع الذهب … وغيرها.

وعند البونيين كان الكاهن يعرف باسم «كوهن»، وكان الكاهن ينتمي إلى واحدة من المراتب؛ مثل: «أمير كهنة، كاهن من المرتبة الثانية، زوج عشتارت … إلخ.»

وكانت الكهانة عند البونيين وراثية، وكانت لها سلطة قوية؛ ولكنها محصورة في المجال الديني وليس السياسي.

كان القاص البوني يلبس ثوبَ كتان شفاف وطويل، يمتد من كتفه الأيسر شريط مستقيم ويربط الكاهن شعره برباط من المعدن النفيس، وأحيانًا يغطي رأسه بقبعة عالية تشبه الطربوش (انظر: ميادان، ١٩٨١م، ٩٩).

والكاهنات في قرطاج يغطين رأسهن بوشاح، ويرتدين ملابس طويلة. وكان هناك من يتبع الكهنة والكاهنات؛ مثل الحلاقين، والموسيقيين، وحَمَلة المصابيح والمشاعل … وغيرهم.

(٢) إيل وشعبه المختار: شعب السيد

كانت الألوهية عند الكنعانيين تعني عبادة قُوى الطبيعة المخصبة بشكل خاص، ورغم أن الكنعانيين وبعدهم الفينيقيون والبونيون عبدوا آلهة مختلفة، إلا أن الإله إيل كان أكثر آلهتهم تقديسًا، فقد كان «الشعب الكنعاني يؤمن بالآلهة إيمانًا عميقًا كما يؤمن بإلهٍ أكبر، رب الأرباب، يدعى إيل … إنه إله غير شخص خالق السماء والأرض وجميع البشر، وهو بنوع خاص «إله الشعب المختار» «شعب إيل» أي «الكنعانيين»، أو شعب السيد «ولفظة السيد هي لقب من ألقاب الإله، ومثل هذا اللقب يشير بوضوح إلى فكرة التوحيد الآخذة في الرسوخ، إنهم يقولون «شعب إيل» أو «شعب السيد» ولا يقولون شعب الآلهة».» (ميديكو، ١٩٨٠م، ١٨٠).

إن الآلهة الكنعانية القديمة جدًّا قد حذفت من البانثيون الكنعاني وحورت أساطيرها (كما كشفنا عن ذلك)، وذلك لاعتبارات دينية تتعلق ربما بمحاولة تكريس الإله إيل كإله أعظم وأقدم، وقد كان يسمى «أبا الآلهة والبشر»، وربما لأسباب لاهوتية كان يقوم بها الكهان المنحازون لهذا الإله أو لآخر، وربما تعمد أحبار اليهود القدامى تدمير كل ما يدل على الماضي الروحي الكنعاني في إشاراته التوحيدية؛ ليثبتوا أنهم أول من قاد ثورة التوحيد، وخصوصًا خلال الإله إيل.

ورغم ذلك فقد رأينا غزارة ووفرة البانثيون الكنعاني الذي نرى أنه أساس البانثيون الإغريقي دون أدنى شكل، ولا نؤمن بالفكرة التي تقول إن آلهة الإغريق هي آلهةٌ آريةٌ نزحت من عبادات الهند القديمة، فهذا رأي ضعيف ومرتبك أمام الأسانيد الجديدة.

كانت الآلهة الكنعانية تلمح إلى عقائد التوحيد والتفريد والتعددية في الوقت نفسه، فقد كنا نَلمح التوحيد مع الإله إيل، والتفريد (وهو رفع إله قومي على حساب الآلهة الآخرين) مع الإله بعل، والتعددية من خلال تنوع مراكز القوى الإلهية في شجرة الآلهة الكنعانية.

ولا شك أن الآراميين هم أكثر ميلًا إلى التوحيد من الكنعانيين؛ ولذلك نرى أن اندماج الدين الآرامي مع الكنعاني في العصور المتأخرة أدى إلى ظهور ثالوث إلهي قوي مكون من «بعل هود، وأثرغاتس، وسيميوس» الذي كان بمثابة «الأب، والأم، والابن» والذي شكل الأرضية الأساسية التي قام عليها الأقنوم المسيحي (الآب، والابن، والروح القدس)؛ حيث استبدل بالأم الروح القدس، وهو أقنوم توحيدي في نهاية الأمر.

كانت عبادة إيل تميل إلى المثل العليا ذات الطابع السماوي، أما عبادة بعل فقد كانت تميل إلى الطابع الأرضي والحياة الحسية الدنيوية المرتبطة بالعنف والقوة والإباحية، رغم أن «عناة» كانت تخفف منها؛ بسبب ميلها إلى المثل العليا والحق والأمومة والزواج وغيرها.

كان الاتجاهان متعارضين ويصعب تصالحهما «من هنا كان من الصعب جدًّا على الاتجاه الإيلي أن يتعايش مع الاتجاه البعلي-العشتاري الأقدم عهدًا والأرسخ في التقاليد. وكان من المستحيل من جهة أخرى على بعل وعشتارت أن يتحولا إلى مجرد وكيلين لخصب الطبيعة متنازلين تمامًا عن مكانتهما السابقة التي تبوءاها منذ عهد المستوطنات النيوليثية الأولى. وكان الصراع ينتهي لصالح إيل في فترات أخرى ومناطق أخرى. وبين الشد والجذب كانت تسود في بعض الأحيان تسوية دينية تجمع الإلهين في بانثيون واحد في حالة تعايش ووئام» (السواح، ١٩٩٣م، ٤٧٣).

لقد انتقلت فكرة الشعب المختار من قبل إيل إلى الفينيقيين، الذين هم الشعب المختار من قبل أدون الذي هو مرة أخرى يعني السلام، أما اليهود وقبلهم العبرانيون فقد تأثروا بهذه الفكرة البسيطة التي تشير إلى حميمية كل شعب مع إلهه القومي، وأصبحوا الشعب المختار من قبل يهوا (إله العبريين القومي)، ولأنهم استخدموا يهوا فيما بعد كتعبير لاحق يدل على الله بصفة عامة؛ لذلك سرقوا وشوهوا فكرة الشعب المختار من قبل الإله القومي المعين وأصبحوا يوهمون الناس (بعد أن ساد التوحيد في المسيحية والإسلام) أنهم شعب الله المختار، وهم ببساطة شعب إلههم القومي القديم يهوا، وهو إله عاصفة لا يختلف في صفاته عن بعل وحدد وأنيل وغيره من آلهة الطقس، التي كونت بصورة عامة فكرة التفريد لا التوحيد.

لقد خضع اللاهوت الكنعاني إلى تبدلات جوهرية منذ نشأته وصولًا إلى القرون الميلادية الأولى، فبعد أن كان لاهوتًا قديمًا لا ينفصل عن اللاهوتين الآرامي والأموري، كان أول تحولاته من خلال سيادة اللاهوت الإيلي الذي استمر فترة طويلة حتى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد؛ حيث بدأ اللاهوت البعلي في أوغاريت ورأس شمرا هو الذي يظهر ثم يجتاح المدن الفينيقية ويسود فيها، ومع رسوخ تقاليد اللاهوت الفينيقي شهد الدين الكنعاني تبدُّلًا عميقًا في عقائده؛ فقد سادت عبادة الإله بعل وأشكاله، وتراجعت في الوقت نفسه عبادة إيل، واختفت عناة لتحل محلها عشتروت بسبب طغيان اللاهوت الأدوني، وارتبطت عشتروت مع بعل لتمثيل صورة الطبيعة المتبدلةِ الخصوبة.

وكان لاختلاط العقائد الدينية المجاورة والوافدة والغازية مع الدين الكنعاني في هذه المرحلة أثره الكبير؛ فقد ظهرت أفكار دينية وطقوس وآلهة جديدة حورية وحيثية وآشورية وبابلية ومصرية؛ بل وإيجية، واستمرت هذه الاختلاطات تطغى مع وفود العقائد الفارسية ثم الإغريقية والرومانية حتى ذابت ملامح الدين الكنعاني في ما حوله من الأديان، خصوصًا بعد اختلاطه مع الدين الآرامي. وكان هذا كله يمهد لظهور المسيحية التي نرى أنها امتداد للعقائد الكنعانية الآرامية أكثر منها للعبرية اليهودية، وهو ما سنحلله تفصيليًّا في كتبنا القادمة.

إن التبدلات التي شهدها الدين الكنعاني في الغرب (شمال أفريقيا) تشبه تلك التي شهدها في الشرق بعد انقضاء الألف الثاني قبل الميلاد، والتحول من اللاهوت الأوغاريتي إلى اللاهوت الفينيقي.

ففي الغرب تحول اللاهوت الفينيقي (البوني) إلى اللاهوت القرطاجي الذي أخذ بنظر الاعتبار التأكيد على الآلهة المحلية القديمة لشمال أفريقيا، وخصوصًا البربرية منها؛ مثل «تانيت وحامون» بعد فشل الأسرة الماجونية وبدء مرحلة القضاة حوالي ٤٨٠ق.م. وكذلك بدأت العناصر المصرية الراسخة في الشمال الأفريقي بالظهور في اللاهوت القرطاجي؛ مثل: إيزيس، وأوزيريس، وحاتحور، والإله «بس» الذي كان واسع الانتشار بسبب استخدام تماثيله الصغيرة كتمائم سحرية ضد الشر.

وهكذا انشطر اللاهوت القرطاجي إلى قسمين؛ الأول قديم محافظ يتمسك بعبادة ملكارت وأشمون وعشتروت، والثاني منفتح على الآلهة البربرية والمصرية.

ويشبه هذا التحول ما حصل بعد قرن أو قرنين من الزمان عندما اتصل القرطاجيون بالآلهة الإغريقية ثم الرومانية؛ حيث كانت عبادة «أدونيس وعشتروت» هي الأكثر تسربًا من الديانة الإغريقية رغم جذرها الكنعاني القديم، فقد كانت الأقوى بسبب طبيعتها المخصبة.

ومع ذلك ظهرت عبادات غير إلهية في كنعان؛ مثل: عبادة الأرض، وعبادة الأموات، وعبادة الأجداد. ويرى ميديكو أن أغلب هذه العبادات دخلت إلى كنعان من أصول غير سامية ومن الفلسطينيين في عهد الملك نقمد، فقد كان الملك نقمد يمارس عبادة الأموات التي تقضي بإقامة نصب تذكارية للملوك المتوفين في الغابات، وكان الفلسطينيون يمارسون هذه العبادة، وكان أيضًا يفتش عن آلهة في جوف الأرض ليعبدها، وعبادة الأجداد كانت تنتقل من الأب إلى الابن، فنار البيت لا تنطفئ ولا يموت الإنسان فعلًا ما دامت طقوس عبادة الأجداد قائمة كما يرون في عصر نقمد (انظر: ميديكو، ١٩٨٠م، ١٢٦-١٢٧).

(٣) شكل الكون

كان الكنعانيون يعتقدون أن الأرض مغطاة بثلاثة أغطية مختلفةِ الطبيعة، فأقربها إلى الأرض هو الغطاء الخفيف المكون من الطل أو الندى، الذي ربما عبرت عنه ابنة الإله البعل «طلاي» التي كانت تلقب ﺑ «ابنة المطر»، وكان هذا الغطاء يعبر عن رحمة السماء ونواياها الطيبة. أما الأغطية الأخرى فتسمى بالخشنة، ويرد تعبير غطاء «رصاص الأمراض» ليعبر عنها وهي لحماية الأرض من الأمراض (انظر: ميديكو، ١٩٨٠م، ٣٧-٣٨).

وكانت ابنة بعل «أرضاي، أرصي» هي التي تمثل الأرض، وكان لقبها «بنت يعبود دار» يدل على معنى الدوران والاتساع «وبذا يكون معنى اللقب الذي أصبح اسم علم (بنت العالم الواسع) ربما أن أختيها تمثلان ظواهر الطقس والنوء؛ لذا يعتقد أن لها نفس الوظيفة؛ ولكن هذا الافتراض لم يتأكد بعد. وانطلاقًا من معنى الاسم يفترض أنها تجسد الأرض الواسعة التي تستقبل إخصاب الإله بعل الممثل بالمطر» (أذزارد، ١٩٨٧م، ١٧٠).

ولكننا لا نعرف على وجه الدقة شكل الفضاء الخارجي والكواكب والنجوم في المعتقدات الكنعانية. وقد ذكرنا بعضها وأكدنا أن الكنعانيين لم يهتموا كثيرًا بالنجوم والأفلاك ومداراتها لتركيزهم على دورات الخصب في الطبيعة. «ويمكن الظن أن الأوغاريتيين أخذوا عن ميزوبوتاميا مفاهيم في علم النجوم إن لم يأخذوا عنهم في الفلك؛ ولكننا لا نستطيع أن نذكر بهذا الشأن إلا تلميحًا خفيًّا إلى سير الكواكب التي كانت معرفتها من اختصاص بنت ملك أسطوري اسمه دانيل Danela» (تاتوت، ١٩٨٨م، ١٣٦).

ويذكر تاتوت أيضًا أن السنة الفينيقية كانت تتألف من اثني عشر شهرًا قمريًّا، وليس بالإمكان القول ما هو الترتيب الذي نتابع به هذه الأشهر تمامًا؛ ولكن الأسماء التي أعطيت لهذه الأشهر، باستثناء واحد أو اثنين، لا علاقة لها ببابل ولا آشور.

(٤) عقيدة التضحية

لا شك أن الكنعانيين عرفوا جميع أنواع الأضاحي النباتية والحيوانية والبشرية، فقد كانوا يقدمون القرابين من الخبز والطحين إلى تماثيل الآلهة في الغابات، وكانوا يذبحون الحيوانات ويصبون الخمور فوق الأضرحة لتشربها الأموات في العالم الآخر. ومن المرجح أن دم الذبائح كان يهرق في المقابر (انظر: ميديكو، ١٩٨٠م، ١٢٧).

ويكمن المنطلق اللاهوتي للتضحية البشرية بشكل خاص في الاعتقاد بأن الشخص المضحَّى به سيبقى حيًّا بعد الموت، بل وسينال حياة سعيدة، فهو أوفر حظًّا من الآخرين لأنه سيكون مقربًا من الآلهة، وكانت طريقة التضحية تتناسب مع طبيعة الإله المضحى له؛ فالإله ملكارت كانت تقدم له الأضاحي حرقًا بالنار، وكذلك الإله «بعل حمون» في الغرب البوني.

وعند الأوغاريتيين كانت الأضاحي الحيوانية تذبح بأعداد سبعة أو بمضاعفات السبعة. وفضلًا عن الثور والخروف، كانت تذبح الأيائل والأوعال والظباء (انظر: المرجع السابق).

(٥) الإله والإنسان

لم تكن علاقة الإله بالإنسان علاقة المطلق البعيد بالكائن الضئيل؛ بل كانت علاقة متداخلة؛ فقد عرفنا أن الإنسان نشأ مع الجيل الأول من الآلهة بعد خلق الأرض والسماء؛ بل وعرفنا أيضًا أن أسماء الآلهة الأولى هي التي شكلت أسطورة الإنسان الأول وأبنائه (آدم، حواء، قابيل، هابيل، شيت … إلخ)، وهو ما انتحله كتاب سفر التكوين في العهد القديم.

وكان الملك يحظى أحيانًا بتعبير «ابن إيل» مثل الملك الأكبر، و«ابن داجون» مثل ملك دمشق. وكانت كلمة إيل مقدسة لا تتزعزع وبمثابة الحكم القضائي، حتى إن إيل إذا ما نطق بخبر سيئ فلا يُمحى إلا بطقس تطهيري.

الإله يقود الإنسان ويشير له بيده نحو ما يجب عمله، والإله يمسك الموت بيديه كما يمسك الدواء الشافي بأصابعه.

كانت أعضاء الجسد البشري كلها معرضة للدمار، وكانت الأحشاء الداخلية والأمعاء هي مركز الحياة العاطفية، ولذلك تخرج الشكاوى من الأحشاء. وكانت الصلوات درع الأحشاء، تقيها من المرض.

وكان الدم هو جوهر الإنسان ودلالة حياته، ولا مكان للروح، بل هي تحتوي الإنسان.

(٦) الأصنام

برغم أن الكنعانيين كانوا يقيمون لبعض آلهتهم تماثيل ونقوشًا، ويجسدونهم على هيئة الإنسان مع إضفاء هيبة إلهية خاصة من خلال رموز ذلك الإله، الذي تكمن قوته في الرموز، رغم ذلك كان الكنعانيون ينفرون من عبادة الأصنام أو التماثيل بذاتها.

ويندر وجود تماثيل صخرية أو حجرية للآلهة؛ بل إن هناك تماثيل معدنية صغيرة كانت توضع في المعابد، وهناك نقوش ورسوم. أما الأوثان الحجرية فتكاد تنعدم، ولذلك فإنهم كانوا ينفرون من عبادة هذه الأوثان لذاتها.

وكانت الأصنام أو الأوثان هذه على نوعين:
  • (أ)
    البسل psl، وهي أصنام فينيقية تقوم عبادتها في الغابات، وقد تعلم الكنعانيون هذه العادة من الفلسطينيين في عهد الملك الأكبر (ربما أبيمالك)، حيث كانت تقدم لها الأضاحي والذبائح.
  • (ب)
    الأل ell، فتعني تماثيل الفضة وتسمى أحيانًا «بوميلو pumilu»، أي تماثيل من الفضة بوزن ثلاثة مكاييل، وهي تماثيل الآلهة الكنعانية المعبودة وليست أصنامًا، وهي اللفظة التي أطلق عليها اليهود في التوراة ترافيم teraphim، وربما دلت أيضًا على آلهة عائلية أو تماثيل منزلية (انظر: ميديكو، ١٩٨٠م، ٨٠).

(٧) اللعنات والفأل السيئ

كانت اللعنات قوة سيئة التأثير على الإنسان من قِبل الآلهة، وكانت القوة المقابلة للعنة هي «الشفاء وقوة الحياة» أو «البعث أو الانتصار»، وكانت المطالبة بالمبعث واردة في حالة الموت فقط. وكان الإنسان يحاول الشفاء من أي داء أو الانبعاث خلاصًا من أية علة ناجمة عن لعنة (ميديكو، ١٩٨٠م، ٨٩).

وكانت «بيت اللعنات» مكرسًا للَعْن بعض الآلهة؛ مثل إيل، حيث يحرص بعل على ذلك. أما «تجربة الآلهة» فكان كل إله يجرب عبادَه لمعرفة إيمانهم به، وهو نوع من الامتحان عند الشدائد.

وكانوا يؤمنون بالفأل الحسن والفأل السيئ، ويعتبرون إنجاب الأبناء فألًا حسنًا ويحذرون من تقديمهم كنوزًا للآلهة إلا في ظروف استثنائية جدًّا، وخصوصًا عند الغرب البوني.

وطبيعي أن الرقم «٧» كان مقدسًا عند الكنعانيين، فهم يقدمون سبع ذبائح، وهناك سبع سنوات رفاه، وسبع صعبة … وهكذا.

(٨) عقائد ما بعد الموت

كان الكنعانيون يؤمنون بوجود حياة بعد الموت؛ ولكن فكرتهم عن هذه الحياة كانت بسيطة للغاية، فهي لم تكن مثل عقائد ما بعد المصرية، وربما اقتربت من العقائد العراقية القديمة بشكل أقوى؛ رغم أن الكنعانيين أضافوا لها فكرة اصطحاب الميت لأدواته وحاجاته بعد أن يدفن في القبر.

وكانوا يرون أن الجسد يبلَى في القبر؛ ولكن الروح تتحول إلى «ظل» يشبه الجسد، وهكذا يمتلئ العالم الأسفل بحشود من الظلال المعتمة غير النورانية، التي هي بمثابة أرواح الموتى.

ولا نمتلك معرفة تفصيلية لعالم ما بعد الموت أو العالم الأسفل وكيف تعيش فيه أرواح الموتى مع آلهة وشياطين العالم الأسفل. ويبدو أن الروح تنحصر معرفتها بالموتى وتستقر في قعر البحر وتسلك في الظلمات وفي أعماق الهاوية.

وكانت القبور القديمة التي عثر عليها في أوغاريت مبنية تحت القصور الملكية، وهي تشبه إلى حد كبير قبور الثالوس التي عثر عليها في كريت، وربما كانت القبور الكنعانية هذه هي أصل القبور الكريتية؛ لأنها الأقدم (شكل ٤-٥).
fig101
شكل ٤-٥: مقبرة ملكية مشيدة بالحجارة، أوغاريت، القرن ١٤ق.م. (عن: علام، ١٩٩٢م، ٢٠٠).

ويبدو أن القبور ظلت في قرطاج محافظة على تقاليدها الفينيقية القديمة؛ فقد عثر على قبور قرطاجية تعود إلى القرن السابع على شكل حجرات معدة للدفن، وغطيت بسقف من البلاط المرصوف، وكانت هذه الحجرات محفورة في الصخر أحيانًا.

ثم نزلت القبور إلى عمق الأرض حتى وصلت إلى عشرين مترًا تحت سطح الأرض تؤدي إلى حجرتين أو ثلاث، تقع الواحدة منها فوق الأخرى، وكانت الأجساد توضع في داخلها على مقعد، أو في ناووس بعد أن تلف بكفن، أو تمدد في نعش مدهون باللون الأحمر، وقد تدفن مع الميت جواهره وآنيته ومصابيحه وأباريقه وأدوات زينته (انظر: ميادان، ١٩٨١م، ٩٧).

وكان القرطاجيون يستخدمون نوعًا آخر من المقابر الهرمية الشكل متأثرين بالمصريين في ذلك. وكانوا يزودونها بالاحتياجات الرئيسية التي تلزم المتوفى، وبتماثيل الآلهة والأقنعة الطاردة لقوى الشر (انظر: الناظوري، ١٩٨١م، ٢١٤) (شكل ٤-٦).
fig102
شكل ٤-٦: مقبرة قرطاجية ترجع إلى القرن السادس ق.م. ويلاحظ استخدام الشكل الهرمي فيها (عن: الناظوري، ١٩٨١م، ٢١٩).

كانت الروح تسمى «برت» عند الكنعانيين، وكانت معزولة عن الجسد، رغم أن بعض النصوص توضح أنها الإناء الذي يحتوي الجسد وليس العكس.

ويبدو أن الروح يجب أن تستقر هادئة مع الجسد، فإذا ضجت أكثر فإن ذلك يؤدي إلى المساس بالآلهة، ولذلك يجب على الروح أن تذهب وتستريح في الأرض لتتحول إلى «ظل» من ظلال العالم الأسفل، وكان الأوغاريتيون يرون بأن شكل الروح يشبه النخلة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤