فولفجانج شتروفه
شتروفه: فيلسوفٌ ومتصوِّف ومترجِم وأكاديمي ألماني، تميَّزت مؤلَّفاته الفلسفية بالمزج بين التجرِبة التأمُّلية والكتابة النَّسقية النظرية.
وُلد «فولفجانج شتروفه» في يوليو عام ١٩١٧م في مدينة هامبرج بألمانيا، وتخرَّج في جامعة فرايبورج، ثم نال درجة الدكتوراه عام ١٩٤٣م عن موضوع «اللامتناهي في كتاب الطبيعة لأرسطو»، وبعدها في عام ١٩٤٨م تقدَّم برسالة الدكتوراه الثانية، وكان عنوانها: «الفلسفة الحديثة بوصفها ميتافيزيقا الذاتية: تفسيرات لفلسفة كيركجور ونيتشه»، وكانت كلتا الرسالتين تحت إشراف الفيلسوف الألماني الكبير «مارتن هايدجر» الذي تأثَّر به «شتروفه» تأثرًا بالغًا. وبعد ذلك عُيِّن أستاذًا للفلسفة في جامعة فرايبورج عام ١٩٥٥م.
كانت محاضراته شديدةَ الثراء والدِّقة والإمتاع، حتى إن مؤلَّفاته الفلسفية الأساسية لم تكن سوى تدوينٍ وتجميعٍ لهذه المحاضرات، ومنها: «إنسان التصوُّف» و«فلسفة العلو»، كذا ترجمَ بعضَ الرسائل الفلسفية، مثل رسالة «باسكال»: «روح الهندسة»، وأحد أعمال «كيركجور» المبكِّرة.
اعتنى بتدوينِ خواطره وتأمُّلاته الصوفية والفلسفية أثناء عُزْلته المتكرِّرة على قمم جبال الغابة السوداء في ألمانيا؛ إذ كان يأوي إليها بعد فراغه من مسئولياته الأكاديمية، وأثناء رحلاته فوق مرتفعات سويسرا، أو إلى جوار شلالات كاليفورنيا، أو في الصحراء بالقرب من أبي الهول وأهرامات الجيزة، أو في سفوح جبال النرويج الثلجية، وخلال تلك الجولات كتبَ عدةَ مؤلَّفات تفيض حكمةً وبصيرةً على نحوِ ما نجده في شذراتِ فلاسفةِ ما قبل «سقراط»، وحِكَم «كونفوشيوس»، وخاطرات «ماركوس أورليوس» ومقطوعات «نيتشه»، وغيرِهم، وأهمُّ هذه المؤلَّفات: «نحن وهو»، و«المَلْمَح الآخر»، و«الانتقال إلى الواقع»، و«الواقع الذي لا يصدَّق».
توفِّي «فولفجانج شتروفه» عام ٢٠١١م بعد حياة فلسفية تأمُّلية فريدة قدَّم فيها من نفسه مثالًا لِما ينبغي أن يكون عليه الفيلسوفُ الحقيقي.