طلعت الشايب
طلعت الشايب: مُترجِمٌ مصري حاذق، انتقى الأعمالَ التي تَرجَمها بعناية فائقة، واجتهد في نقل روح النص، فلمَع اسمُه ضمن كبار المترجمين العرب.
وُلد «الشايب» عامَ ١٩٤٢م بقرية البتانون؛ إحدى قرى مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية. تَخرَّج في كلية المعلِّمين بجامعة القاهرة عامَ ١٩٥٨م، وعمل مُدرِّسًا لِلُّغة الإنجليزية حتى التحق بالجيش عام ١٩٦٧م، ثم استُدعِي إلى القاهرة عام ١٩٦٩م لدراسة اللغة الروسية للتعامُل مع الخبراء السوفييت في مصر، وفي عام ١٩٧٤م أُعير إلى الكويت لتدريس اللغة الإنجليزية. ثم انتقل إلى الدوحة عام ١٩٨٠م للعمل في مجال الإدارة ﺑ «شركة قطر للبتروكيماويات»، وهناك اتصل بالوسط الثقافي وشارَك بالكتابة والترجمة في مجلة «الدوحة»، وأشرَف على بابٍ ثقافي بعنوان «نافذة على الثقافة العالمية»، كما كان له عمود أسبوعي بجريدة «الراية» بعنوان «كتب يكتب»، وآخَر بجريدة «الشرق» بعنوان «بثٌّ مباشِر»، ومقال أسبوعي بجريدة «الوطن» بعنوان «جسور ثقافية».
وبعد عودته من الدوحة عام ١٩٩٢م عمل مترجمًا صحافيًّا، كما تَولَّى رئاسةَ تحرير سلسلة «آفاق الترجمة». ثم أصدر أولَ عملٍ مُترجَم له عام ١٩٩٥م بعنوان «حدود حرية التعبير: تجرِبة كتَّاب الرواية في مصر في عهدَي عبد الناصر والسادات».
تَرجَم للمكتبة العربية باقةً من أهم الكتب العالمية التي تَنوَّعت بين العلوم الاجتماعية والسياسية والتاريخ والأدب، ومن أهمها: «صِدَام الحضارات: إعادة صُنع النظام العالَمي»، و«مَن الذي دفع للزمَّار: الحرب الباردة الثقافية»، و«العالَم قصة قصيرة»، و«الفنون والآداب تحت ضغط العولمة»، و«أنا القمر: مختارات من الخرافة الصينية»، و«الحرير»، و«أصوات الضمير: خمسون قصيدة من الشِّعر العالَمي»، وغيرها من الكتب المهمة التي مثَّلت إضافةً ثَرِية للمكتبة العربية.
تُوفِّي «طلعت الشايب» في الأول من أبريل ٢٠١٧م إثرَ أزمةٍ صحية مفاجئة، تاركًا للقارئ العربي نافذةً عالَمية تُساهِم في اتِّساع أُفقِه ونُمو وعيِه.