عصر أوغوسطوس قيصر وخلفائه: ٤٤ق.م.–٦٩ب.م.
«ولما بلَغ مسامعَ بومبايوس وأعوانه أن قيصر توجَّه إلى إسبانية، شرعوا في الاستعداد ليَعبروا إلى إيطالية. ولكن قبل أن يتمكَّنوا من ذلك كان قيصر قد عاد مظفَّرًا، وركب البحر من برنديزي، ونزل في أبيروس.»
تَمكَّن «أوغوسطوس قيصر» بفضل دهائه وحنكته السياسية من أن يُنقِذ روما التي كانت أسيرةَ الحروب الأهلية والفوضى العارمة التي انتابتها لسنواتٍ عديدة في أواخر الحُكم الجمهوري، وأن يؤسِّس الحُكم الإمبراطوري الروماني الذي استمرَّ قرابة أربعة قرون، ويصبح أحد أعظم أباطرة روما على مرِّ عصورها التاريخية، وبفضل مجهوداته وسعيه الحثيث لمصلحة دولته، عاشت الإمبراطورية في عهده وعهد خُلفائه أبهى فتراتها؛ حيث وصلت إلى ذُروتها الإقليمية والاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية والدينية، ونَعِمت البلاد بالرخاء والأمن والاستقرار، وأصبحت حدودها آمنةً داخليًّا وخارجيًّا. وفي هذا الكتاب يُؤرِّخ «أسد رستم» لأحوال روما منذ انقضاء العهد الجمهوري الذي اتَّسم بالبيروقراطية، حتى قيام العهد الإمبراطوري على يد «أوغوسطوس قيصر» وخلفائه.